كشف الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، إريك شميدت، عن مخاوفه بشأن موقف جوجل إزاء السباق نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي العام (AGI). وفي تصريحات صادمة في جامعة ستانفورد، انتقد شميدت ما يعتبره تقاعسًا من جوجل فيما يتعلق بالعمل عن بُعد، مشيرًا إلى فقدان الشركة العملاقة للتكنولوجيا تنافسيتها في المشهد العالمي للإبداع.
وقد أثارت هذه التصريحات، التي انتشرت بسرعة ثم اختفت بشكل غامض من قناة الجامعة، رؤية نقدية حول الثقافة المؤسسية لشركة جوجل، والتي، وفقًا لشميدت، أولت اهتمامًا أكبر برفاهية الموظفين على حساب السعي الدؤوب نحو الريادة التكنولوجية. وقد أثار هذا البيان جدلًا حول أخلاقيات العمل في صناعة التكنولوجيا والحاجة إلى وتيرة سريعة لضمان الريادة في المجالات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي.
شدد شميدت، الذي لم يدخر جهدًا في الكلام، على أن نجاح الشركات الناشئة يكمن في تفاني موظفيها الشديد، على عكس ما يراه موقفًا أكثر استرخاءً في الشركات الكبرى مثل جوجل. وبالنسبة للرئيس التنفيذي السابق، فإن السعي وراء الذكاء الاصطناعي العام، وهي تكنولوجيا ذات إمكانات تحويلية في العديد من المجالات، يشكل “حربًا” تكنولوجية حقيقية، تُقارن في حجمها بمشروع مانهاتن، البرنامج الذي دفع تطوير الأسلحة النووية خلال الحرب العالمية الثانية.
تكتسب المقارنة مع مشروع مانهاتن قوة عند تحليلنا للسياق الجيوسياسي الحالي. يشير تقرير ثنائي الحزب من الكونغرس الأمريكي، نشرته مجلة “إينفورميشن ويك”، إلى ضرورة بذل جهد ضخم، بمليارات الدولارات، لكي يحافظ البلد على هيمنته في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعكس شميدت هذا القلق، ويكشف عن محادثات مع قادة كبار الشركات ومع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، حول الاستثمارات الفلكية اللازمة لدفع تطوير AGI.
لا يقتصر سباق الذكاء الاصطناعي العام على نزاع اقتصادي أو تكنولوجي. إن ما هو على المحك هو القدرة على حل التحديات العالمية، من علاج الأمراض المعقدة إلى التخفيف من أزمة المناخ، بالإضافة إلى تطوير أسلحة ذات إمكانات مدمرة لا يمكن تصورها حتى الآن. من يسيطر على AGI سيكون لديه أداة ذات قوة تأثير في جميع مناحي الحياة، وهذا ما يبرر سرعة وحجم الاستثمارات المعنية.
ومع ذلك، يحذر شميدت من خطر متأصل في صناعة التكنولوجيا: صعوبة الشركات الناجحة في إجراء تحولات ثورية. وهو يذكر مثال إيلون ماسك وشركة TSMC التايوانية، وهما شركتان تفرضان وتيرة عمل مكثفة وتطلبان تفانيًا كاملاً من موظفيهما، كنموذج يجب أخذه في الاعتبار في السعي نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي. والرسالة واضحة: إن سباق الذكاء الاصطناعي العام يتطلب أكثر من مجرد استثمارات مالية، بل يتطلب تغييرًا ثقافيًا وأخلاقيات عمل تركز على الابتكار وتجاوز الحدود.